
لمحة عن أهم المواقع الأثرية في المحافظة
اكتشف في سورية حوالي 5000 موقع أثري وزهاء (33 حضارة) بالمفهوم الذي أسسه علماء الأثار والتاريخ الغربيين الذين يسعون دائما إلىتقسيم المنطقة .
الحقيقة هي حضارة واحدة مستمرة مرت بمراحل ازدهار وانحطاط على مر العصور كالبابليين والآشورين والفينيقين والإغريق والرومان والأنباط وتلتها في القرن السابع الحضارات الإسلامية المتمثلة بالأمويين والعباسيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين فيما بعد ومن أشهرممالكهاماري،دورأوروبوس،تدمر،إيبلا،عمريت،أوغاريت ) وغيرها.
ومحافظة طرطوس الحالية مأهولة منذ أقدم العصور كانت ولا تزال جزءاً من وحدة حضارية بدأت مع التاريخ بل بدا التاريخ معها فهي تضم مجموعة كبيرة ومهمة من القلاع معظمها لا يزال يحتفظ بجاذبيته وتعد من أهم وأفخم القلاع في العالم كما يتوزع على مساحتها العديد من الأبراج والتلال الأثرية إضافة إلى المواقع والمدن الأثرية الأخرى.
حيث تعد( تبة الحمام ) الواقعة جنوب مدينة طرطوس أول مستوطنة بشرية مكتشفة حتى الآن من المحافظة وتعود إلى العصر الحجري القديم ،وفي أواسط الألف الثاني قبل الميلاد أصبح هناك مملكتان هما مملكة أمورو وعاصمتها مدينة سيمير أو مملكة أرواد التي كانت تملك أسطولاً بحرياً عظيماً يجوب المتوسط وتتكون من جزيرة أرواد ومدينة عمريت على الشاطىءالمقابل لها.
1- طرطوس القديمة:
في القرن الثاني قبل الميلاد وفي موقع مدينة طرطوس نفسه ،كانت هناك مدينة من ممتلكات أرواد تسمى (كارنة) وهي مرفأ بحري في خدمة الأسطول الأروادي ،ومن الصعب الفصل بين مرفأ كارنة القديمة وطرطوس الحالية ،وكل منهما امتداد للآخر .
تحول موقع كارنة إلى مدينة (انترادوس) في القرن الأول الميلادي (العصر الروماني ) وأول من ذكر انترادوس(المقابل لأرادوس)هو الجغرافي بطليموس ثم أصبحت تسميتها بالفرنجية تورتوزا وبالعربية طرطوس.
استولى على طرطوس الاسكندر المقدوني ثم الرومان .
وشغلها البيزنطيون مؤقتاً خلال القرن العاشر ،حاصرها ريموند صنجيل واستولى عليها عام 1102م ،ثم اتخذها مقراً له،وفي عام 1152م استعادها نور الدين الزنكي(أتابك حلب) مدة قصيرة
وبعد ذلك استولى عليها الملك بلدوين الثالث ومنحها للداوية (فرسان الهيكل)عام 1152-1158م حيث أعادوا بناء تحصيناتها .
وفي عام 1188م هدمها صلاح الدين الأيوبي بما فيها كنيسة القديسة ماريا أثناء حملته إلى شمال سورية باستثناء الدونجون وفي عام 1276م حررت طرطوس بشكل نهائي على يد المماليك وفر فرسان الداوية إلى قبرص مصطحبين معهم أيقونة السيدة العذراء التي قيل إن القديس لوقا خطها بريشته في كاتدرائية طرطوس.
2- كاتدرائية طرطوس:
متحف طرطوس حالياً ،تعود إلى فترة القرون الوسطى
وهي ذات طراز قوطي على شكل (بازليكا)كرسها القديس بطرس للسيدة العذراء وأقام فيها أول صلواته وهو في طريقه من القدس إلى أنطاكيا ولكون الكنيسة موقع تقدير كبير فقد أطلق عليها اسم كنيسة الحجاج وسيدة طرطوس.
3- جزيرة أرواد:
وهي الجزيرة الوحيدة المأهولة على الساحل السوري .
اسمها القديم أرادوس (رفاد-أرفاد) أو أرواد ويعني بالفينيقية الملجأ أو الملاذ.
تبعد عن طرطوس 3كم باتجاه جنوب غرب ، بيضوية الشكل حاراتها ضيقة ويعمل سكانها بالصيد والتجارة.
سكنها الكنعانيون أواخر الألف الثالث قبل الميلاد كان لها قسم آخر على الشاطىء هو مدينة عمريت وقعت تحت نفوذ الفراعنة والحثيين وشعوب البحر الذين خربوها
كما خضعت لحكم ملوك آشور والكلدان والفرس والاسكندر المقدوني الذي لم يستطع الاحتفاظ بها.
وفي عام 64ق.م تبعت للحكم الروماني حيث فقدت أهميتها .
احتلها الصليبيون وبقيت بأيديهم غلى أن حررها السلطان قلاوون عام 1302م وفي عام 1516م خضعت أرواد للحكم العثماني ،واتخذت مقراً لأحد قادتهم العسكريين حتى الحرب العالمية الأولى،حيث أصبحت مركزاً للجيش الفرنسي ومعتقلاً للأحرار.
جزيرة أرواد: (أرادوس اليونانية، أرفاد الفينيقية)، جزيرة في شرق البحر المتوسط مقابل مدينة طرطوس السورية، على بعد 3 كيلومترات من المدينة.
وأرواد جزيرة صخرية ترتفع عن سطح البحر /11/ مترا ويوجد بالقرب منها جزيرة صخرية صغيرة تدعى بنت ارواد ومنها ولها تظهر مدن الساحل السورى اللبنانى الشمالى كما تتراءى للناظر منها قمم جبال اللاذقية والاقرع وخاصة فى أيام الصفاء .
ويبلغ طول هذه الجزيرة نحو /800/ متر وعرضها /500/متر ومساحتها /400/ الف متر مربع والمساحة المسكونة فيها بحدود /24/ هكتارا .
هي الجزيرة الوحيدة المأهولة في سوريا. استوطنها الفينيقيون في الألف الثاني قبل الميلاد، وكانت قاعدة هامة لتجارتهم البحرية إلى وادي العاصي والفرات ومصر. حارب مقاتلو أرواد المصريين في معركة قادش (1299 ق.م). خضعت لسيطرة الآشوريين بين عامي 1100-625 ق.م ثم انتقلت إلى البابليين عام 604 وإلى الفرس عام 539 ق.م. حارب أسطولها الإغريق اليونانيين في معركة سلاميس عام 480. لم تتراجع أهمية الجزيرة حتى خضعت للرومان، حيث فقدت نفوذها التجاري لصالح طرطوس. بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد، احتلها فرسان الهيكل الصليبيون، قبل أن يحررها السلطان قلاوون ويدمر أسوارها عام 1302. فيها آثار قلعتين صليبية وعربية تعودان إلى القرن الثالث عشر. حول الفرنسيون قلعة أرواد إلى سجن زجوا فيه بالعشرات من الزعماء الوطنيين السوريين. يعتمد سكان أرواد، الذين يقدر عددهم بعشرة آلاف نسمة، على صيد السمك بشكل رئيسي. ويمكن الوصول إلى الجزيرة بالقوارب من طرطوس.
«أرواد» .. جزيرة سورية الوحيدة والمدللة في المتوسط
تاريخها حافل .. وأسطورتان تتحدثان عن نشوئها
يسميها البعض «لؤلؤة البحر»، ويطلق عليها آخرون اسم «زمردة طرطوس».. إنها «أرواد» جزيرة سوريا الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط، ورغم صغر حجم ارواد، إلا أنها تكتسب شعبية كبيرة، حيث يحرص كل زائر وسائح لمنطقة الساحل السوري أن يزورها، ففي زيارتها متعة تشاهد خلالها صناع القوارب التقليديين من أبناء الجزيرة يصنعون قواربهم الخشبية بشكلها البسيط، كما يوجد فيها حرفيون بارعون يصنعون شباك الصيد بشكل يدوي ليصطادوا من خلالها الأسماك البحرية، كما أن معظم سكان الجزيرة يمتهنون عملين رئيسيين فقط هما: الإبحار أو صيد السمك.
وتوجد في ارواد المقاهي البحرية الجميلة التي تتمتع بأجمل المناظر المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وشاطئ مدينة طرطوس، كما تبدو الجزيرة متلألئة من شاطئ طرطوس ليلاً بأنوار زاهية، وخلال النهار سوف تبهرك بأبنيتها المتراصة وبيوتها البحرية الممتدة على طول الشاطئ.
ولعل الأجمل في مفردات الحياة اليومية لجزيرة أرواد هو الوصول إليها من (كراج) الجزيرة المتواضع في منطقة جنوبي شاطئ طرطوس، حيث هناك عشرات القوارب الصغيرة والكبيرة، التي تنقل الركاب بشكل دائم إلى الجزيرة، وهذه الطريقة تعتبر تقليدا يعود لعشرات السنين، فيمكن الذهاب الى أرواد لقاء مبلغ زهيد لقرب المسافة وبعد أن تتجول في أرواد وتعود الى طرطوس بالقارب الذي يكون قد تغير صاحبه بسبب الدور المنتظم الذي يحرص على التقيد به أصحاب هذه القوارب ومن اللافت هو عدم الدفع في الرجعة، وهذا تقليد متعارف عليه منذ أن نظمت حركة قوارب أرواد. وبالتالي لن تضيع أجرة القوارب مطلقاً، فالذاهب إلى أرواد سيعود حتماً ولن يبقى طوال عمره هناك. ويتم توزيع العائدات يومياً على القوارب حسب عدد الرحلات التي قاموا بها ذهاباً وإياباً. وإذا كانت أرواد تنفرد بتلك المزايا الجميلة فإن ما يميزها أكثر ويستقطب السياح بكثافة إليها أوابدها الأثرية فرغم صغر الجزيرة، إلا أنها تضم في أزقتها وحاراتها الضيقة أجمل الأوابد الأثرية، فهناك القلعة التي أصبحت متحفاً لآثار الجزيرة وللتقاليد البحرية، التي كانت معتقلاً لزعماء المقاومة الوطنية أيام الانتداب الفرنسي. كما تضم أرواد أسواراً ذات أحجار ضخمة تلتصق بأمواج البحر التي تضربها في الصباح والمساء، بالاضافة الى حوض الأشرعة ومرفئها القديم. بيوتها المتراصة على بعضها تشكل بحد ذاتها كنزاً تاريخياً أثرياً. وهناك تاريخها العريق الذي يؤكد ورغم صغرها أنها كانت في التاريخ القديم مملكة تتبع لها طرطوس وعمريت وتشرف على كل الشاطئ السوري. تذكر المصادر التاريخية أن أرواد كانت أيام الكنعانيين مملكة مستقلة باسم (أرادوس)، وثمة نصوص قديمة كثيرة تتحدث عن أهميتها في التجارة والملاحة. وكانت لقاء توفر لاهل الساحل ملجأ يهرعون إليه كلما اجتاحتهم الغزوات الآشورية، لا سيما لأهل عمريت الواقعة جنوبي طرطوس. وكان الارواديون يهتمون بالتجارة ووصل نشاطهم إلى نهر العاصي في لبنان والفرات، وأسهموا في تأسيس مدينة قرطاجة على الساحل الافريقي وأسسوا مدناً أسموها بنات أرواد جمعت بعدها في مدينة انترادوس (طرطوس الحالية) مقابل أرادوس (أرواد)، وورد اسم المدن وأرادوس في نقوش تل العمارنة كما ذكرت في حوليات ملوك أشور وفي جميع التواريخ الخاصة بالفينيقيين.
وتذكر المصادر التاريخية أن نشوء جزيرة أرواد يعود لأسطورتين يتم تداولهما: الأولى تقول إن شاباً ركب البحر في طلب الرزق ومرت الأيام ولم يرجع، فقلقت عليه خطيبته الحسناء وخرجت تسأل عنه في لهفة «كل عائد وذاهب»، حتى التقت برفيق له فأنبأها أنه ذهب ضحية جنيات البحر، فقد أحطن بمركبه ذات يوم وأخذن يتجاذبنه حتى غرق، لكن الفتاة المسكينة (خطيبته) لم تصدق وأخذت تبتهل للآلهة كي تعيد إليها حبيبها، ومضت الأيام وهي تندب حظها وتنشد أغاني الحنين وتنتظر الغائب حتى يعود، وكان الشاب أسيراً لعرائس البحر الماجنات، فسمعت ملكتهن بحزن الخطيبة المسكينة ولهفتها فرثت لحالها وبعثت لها مع طير الماء رسالة تقول لها إن غائبها سيعود إليها قريباً، ثم طلبت الملكة إلى إله البحر أن يصنع للخطيبين مكاناً يلجآن إليه في أمن من حادثات الزمن، فصنع لهما الإله الرحيم جزيرة ليست في غير بلاد الأحلام في موقعها، وهكذا وجدت أرواد على مقربة من الشاطئ السوري.
أما الأسطورة الثانية فتفيد بأن أرواد كانت ابنة شرعية للإله بعل ـ إله البر ـ وكان هناك يم (اله البحر)، والصراع قائم بين الإلهين، وأعجبت ارواد باله البحر (اليم) فهربت إليه وارتمت في أحضانه مؤثرة البقاء عنده إلى الأبد وما زال أبوها (بعل) يناديها إليه ولم تجب؟!.
تضم الجزيرة العديد من الأوابد الأثرية فهناك القلعة الساحلية (البرج الأيوبي)، وهو أول ما يشاهده الزائر لأرواد وهو في البحر عندما يقترب من الجزيرة. وللقلعة مدخل رئيسي واحد، ينفتح الباب على بهو وهذا بدوره يؤدي إلى باحة مكشوفة يصعد إلى السطح بواسطة سلم حجري ضيق ويزيد في تحصينها برجان من الجهة الغربية بالاضافة الى مرامي النبال. وهناك المرفأ ويقع في الجهة الشرقية من الجزيرة ويقسم إلى قسمين، كذلك هناك سور أرواد والقلعة المركزية التي تقع في وسط الجزيرة ويعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، يصعد عليها من درج جانبي لضرورات حربية وتسمى القلعة هذه معقل الأحرار، حيث اتخذها الاستعمار الفرنسي أثناء وجوده فيها سجناً للثوار وحولتها مديرية الآثار العامة متحفاً خاصاً للجزيرة.
من آثار أرواد أيضاً، هناك الحمام الأثري والصهاريج والآثار والمدفن اليوناني الموجود بجانب القلعة وفي زاويتها الجنوبية الشرقية.
الجهات المسؤولة في وزارة السياحة السورية ومحافظة طرطوس ووزارة الإسكان، أعدوا مخططات عمرانية للمحافظة على جزيرة أرواد بشكلها السياحي الفريد ونسيجها العمراني الجميل، فجاء المخطط ملبياً لذلك من خلال تفريغ ما حول القلعة والبرج الأيوبي وتحديد المسارات السياحية وإعادة إحياء وتوظيف الواجهة البحرية الغربية بما يخدم الاستثمار السياحي والحفاظ على الطابع الأثري وإنشاء مكسر للأمواج في الجهتين الشرقية والغربية، وذلك لحماية السفن وحماية الواجهات البحرية من العواصف، وإنشاء منطقة حرفية لتطوير صناعة السفن والمراكب.
كذلك تم استملاك 7 آلاف متر مربع من أراضي الجزيرة لصالح وزارة السياحة لإقامة فندق سياحي عليها. ووضعت دراسة سياحية لتوظيف الجزيرة بشكل أمثل سياحياً من خلال حماية البنية الطبيعية للجزيرة من التلوث والحفاظ على الموارد الأثرية والتاريخية فيها من التدهور ومعالجة النمو العشوائي للعمران، كذلك الأخذ بالحسبان الإطار الطبيعي للجزيرة من حيث المسافات الأرضية فيها وشواطئها والمناخ والتيارات البحرية والمياه الجوفية. وإشراك سكان الجزيرة في العملية التنموية السياحية للجزيرة ليكونوا شركاء في صناعة السياحة ودورها الاقتصادي والاجتماعي، كذلك الاهتمام بالنقل البحري من وإلى الجزيرة.
أهم الآثار في أرواد:
1- القلعة الساحلية.
2- القلعة المركزية.
3- الحمام الأثري.
4- سور المدينة القديم.
5- المسبح الملكي وكاسر الأمواج.
القلعة الساحلية:
وتسمى بالبرج الأيوبي، تقع على الشاطئ الشرقي للجزيرة، وعلى كل من الزاويتين الجنوبية والشمالية للقلعة برجان، أقيمت القلعة مع البرجين في العهد الأيوبي، وتتوج الأقسام العلوية لجدران القلعة مسننات من الحجر في وسطها مرامي للسهام، أما حجارة بناؤها فقد أحضرت من صخور سور المدينة القديمة الضخمة، فقسمت إلى أحجار مناسبة بعد نحتها من جديد.
القلعة المركزية:
تقع في وسط الجزيرة وفي أعلى مكان فيها، يعتقد أنها أقيمت مكان برج قديم يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، إن جميع الأقسام الخارجية للبناء بما في ذلك أبراج القلعة الأربعة فهي عربية وتعود إلى عهد الحروب الصليبية، أما الأقسام الداخلية فمعظمها من العهد العثماني أقيمت مكان المنشآت العربية.
يوجد فيها مجموعة من الغرف، استخدمت لأغراض مختلفة في عصور عديدة، ففي العهد التركي أصبحت ثكنة لجنود الأتراك، وفي عهد الفرنسيين جعلوا بعض غرفها سجناً للمناضلين ضد الاستعمار الفرنسي، وأما حجارة بناؤها فقد أُحضرت من أحجار السور القديم .
الحمام الأثري:
ويقع على الطرف الغربي من الجزيرة، يعود بناءوه إلى العهد العثماني، له قبة تخترقها مناور من الآجر أسطوانية الشكل.
سور المدينة القديم:
وهو يحيط بالبلدة، وأقيم هذا السور لهدفين الأول لحماية المدينة من شر العواصف البحرية والثانية ضد الأعداء، وقد مر سور أرواد بمراحل عديدة من بناء وتجديد منذ الألف الثانية قبل الميلاد وحتى عصر الحروب الصليبية في القرن الثاني عشر الميلادي.
وما تـزال أطلاله قائمة في الجهة الجنوبية والغربية، أحجاره ضخمة، وقد تناثرت في المياه المحيطة، وبعضها تحول إلى حجارة لبناء القلعة وغيره.
المسبح الملكي وكاسر الأمواج:
ويعتبر هذين الأثرين من أهم الآثار الفينيقية الموجودة بالمنطقة، وتتميز بهندستها الفائقة، وتعتبر شاهداً حياً على عظمة من قام بإنشائه.
4- عمريت(ماراتوس):
تقع عمريت جنوب طرطوس على بعد 7كم وهي من أبرز المدن الأثرية على الساحل السوري
تأسست في العصر الأموي نهاية الألف الثالث قبل الميلاد،وقد كانت مركزاً لتوسع الأرواديين
حيث أقاموا فيها مساكنهم وقبورهم .وازدهرت في ظل الحكم الفارسي والهلنستي
لكنها فقدت منزلتها في العصر الروماني الأول لتعود مجدداً في العصر البيزنطي .
ثم أهملت بعد ذلك.حيث استخدم الصليبيون حجارتها في تحصيناتهم
في طرطوس وأرواد وغيرها .
وأهم آثاراتها الظاهرة:
1-المعبد:
ربما يعود للقرن الخامس قبل الميلاد ،بني وسط بركة من الماء وهو شكل من المعابد.نادر الوجود يحيط به من الداخل رواق من ثلاث جهات ،وينتصب في وسط ساحة المعبد الهيكل المقدس .
2- الملعب:
منحوت في الصخر أبهاده 230*30م يتسع ل11200 أحد عشر ألفاً ومئتي متفرج يجلسون على سبعة صفوف من المدرجات من الجانيبن،كان القدماء يقيمون ألعابهم الرياضية عليه من جري وسباق عربات ..الخ
3-المدافن :
تعود إلى القرن السادس أوالخامس قبل الميلاد ،نحتت في الصخر ،شيدت فوقها نصب لأشكال مختلفة يعتقد أنها تخص ملوك أرواد وعمريت أو طبقة الأغنياء .
4- تل عمريت :
تدل الحفريات على أنه يعود إلى عام 2150-2000 ق.م 4-
المرفأ:
يقع جنوب نهر ماراتوس،وكان صلة الوصل بين أرواد وباقي الموانىءالبحرية .
5- مستودع المقدسات :
يقع قرب معبد عمريت على بعد100 م غرباً .عثر فيه على تماثيل مختلفة عليها تأثيرات الفن المصري والقبرصي والفارسي.
5- حصن سليمان:
يقع شرق طرطوس وشمال شرق صافيتا وعن الدريكيش15 كم.كان يسمى في العصور القديمة بيت أخيخي وفق نصوص الكتابات اليونانية المكتشفة في الحرم الكبير للمعبد.
وهو ببنائه الحالي يعود إلى القرنين :الثاني والثالث الميلاديين ويستدل من النقوش والكتابات اليونانية واللاتينية على أنه معبد للإله زوس،وهو من أحسن المعابد صيانة بعد معبد (بل) في تدمر و(بعلبك) في (لبنان)
يمتد بناء الحصن على مساحة 134*85م .ويأخذ شكل مستطيل باتجاه شمال جنوب ،وينتصب هيكل المعبد في أعلى نقطة من منتصف الحرم،وهو ذو ثلاثة أقسام رئيسية:
1-قاعة العبادة 2- قاعة الدخول-3- الدرج الخارجي
وسور الحصن مبني بحجارة مستطيلة ضخمة يصل طولها إلى عشرة أمتار وارتفاعها إلى 2،6 م وفي كل جانب من جوانب السور الأربعة بوابة يتم العبور من خلالها إلى حرم المعبد.
6- قلعة يحمور:
تبعد قلعة يحمور عن طرطوس باتجاه جنوب شرق وتعرف بالفرنجية بالقصرالأحمر تتألف من برج محصن قوي،يحيط به سور مستطيل ،تدل الحفريات على أنها كانت مأهولة في الأزمنة الغابرة .
7- قلعة صافيتا:
في مدينة صافيتا الصغيرة التي تبعد 28كم عن طرطوس باتجاه الجنوب الشرقي وترتفع عن سطح البحر 419م .
لقد ورد ذكر القلعة لأول مرة عندما احتلتها أتابك حلب نور الدين الزنكي زهاء 1166- 1167م وسرعان ما استردها الفرنجة ،حيث انتقلت إلى عهدة فرسان الداوية الذين أعادوا بناءها بعد الهزة الأرضية التي حدثت عام 1170م وقد تعرضت للتخريب مجدداً إثر هجوم شنه نور الدين في عام 1171م ،وقد حاصرها صلاح الدين الأيوبي عام 1188م وأعيد تجديدها عام 1202م بعد الهزة الأرضية الحاصلة ،سقطت القلعة بيد السلطان بيبرس بعد أن حاصرها عام 1271م
تتألف القلعة بوضعها الحالي من العناصر المعمارية التالية:
1-البرج الأبيض
2- الأسوار
3- البوابة الشرقية
8- قلعة أم حوش:
تقع على الضفة الجنوبية لسد الباسل ،تبعد 7كم جنوب صافيتا و30 كم جنوب شرق طرطوس وهي احد الأبراج الصليبية المتهدمة ،استخدمها الصليبيون برجاًللمراقبة والمراسلة وحماية الطرق،مبنية بحجارة نحتية.ولم يبق من القلعة سوى ثلاثة جدران متهدمة.
9- قلعة العريمة
تبعد عن طرطوس 25كم باتجاه الجنوب الشرقي .تتربع على هضبة تتحكم من خلال موقعها بمدخل وادي نهر الأبرش والسهل العريض المتاخم الذي يجتازه النهر الكبير الجنوبي.
أول ذكر لها هو تاريخ انتقالها من يد مالكيها الطرابلسيين إلى الكونت برتران دوتولوز وذلك عندما قدم فرسان الاسبتارية إلى طرابلس عام
تعرضت إلى أضرار بالغة على يد نور الدين ،لكنها بقيت بيد الصليبين حتى نهاية عهدهم.
10- قلعة المرقب
اسمها بالعربية المرقب وماركابوسmarkappos باليونانية ومارغاتmargat بالفرنجية تقع على بعد 35كم شمال طرطوس وعلى بعد 5كم جنوب شرق بانياس.
تذكر المصادر العربية أن أول من بناها هم العرب المسلمون عام 1062م استولى عليها الفرنجة عام 1118م إلىأن حاصرها السلطان قلاوون عام 1285م وحفر نفقاً تحت الواجهة الجنوبية ثم قصفها بالمنجنيق حتى انهار البرج الخارجي الجنوبي المعروف ببرج الأمل فاستسلم الإسبتارية مقابل ضمان حياتهم وقد سمح لهم بالخروج بكامل أمتعتهم وسلاحهم وألفي قطعة ذهبية في موكب مهيب.
تقسم القلعة إلى قسمين ،القلعة الخارجية التي تشمل الأبنية السكنية والقلعة الداخلية التي تضمن مجموعة الأبنية الدفاعية.
يحيط بالقلعة سوران كبيران أحدهما خارجي والآخر داخلي لزيادة تحصين القلعة ومناعتها.
11- برج الصبي
هو جزء من دفاعات قلعة المرقب، يقع جنوب غرب بانياس على يمين أوتستراد طرطوس-اللاذقية ،يعود إلى الفترة الصليبية ،مبني بحجارة بازلتية،مؤلف من طابقين ، في جدرانه مرام للسهام عثر في أحدها أثناء الترميم عام 2001م على لوحة فرسكو تمثل سمكة بنية اللون ضمن حوض ماء أزرق اللون.
12- قلعة قدموس
قدموس اسم أحد ملوك فينيقيا يدعى (ابن أجنور).
تبعد عن بانياس شرقاًو70كم عن طرطوس باتجاه الشمال الشرقي ،
وهي قلعة جميلة قامت على صخرة طبيعية بارتفاع عن سطح البحر ،يمكن أن نرى جبال قبرص منها عندما تكون السماء صافية .
13- قلعة الكهف
من القلاع الأثرية المهمة في محافظة طرطوس تقع شمال منطقة الشيخ بدر وجنوب غرب قدموس على بعد 15كم عن كل منهما ،تقوم القلعة على هضبة صخرية مطلة على واد سحيق،تؤكد معطياتها المعمارية على وجودها في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي ،وكما تفيد بأنها شهدت حروباً وأحداثاً تاريخية.
لم يكن اختيار الموقع عبثاً، فقد اختيرت لكونها من المواقع الحصينة طبيعياً والأكثر وعورة لصد هجمات الخصوم على الفدائيين المدربيين تدريباً عالياً على القتال ،في تلك الفترة ،إضافة إلى موقعها الحصين فقد كانت القلعة تسيطر على بقية القلاع المجاورة وهي 9قدموس-العليقة-الخوابي-مصياف-الرصافة-أبوقبيس)لكونها نقطة متوسطة فهي ترتبط معها بأبعاد متساوية أو متناظرة وبواسطة الشهب النارية
جدد بناءها شيخ الجبل وأسلافه على أنقاض قلعة عربية كنعانية قديمة على غرار قلعة ألموت في بلاد الفرس على بحر الخرز التي اتخذها مؤسس حركتهم حسن الصباح عاصمة له.
القلعة متهدمة حالياً ويلاحظ بقايا سور يحيط بها وثلاثة أبراج متهدمة من الشرق والغرب والجنوب إلا أن القلعة الأساسية محفورة من الصخر وفيها لآبار لتخزين المياه كما كانت تصلها المياه بقناة فخارية من عين تجري على بعد 2كم منها احتلها الصلبيبون عام 1128م لكن صاحبها سيف الدين بن عمرون استرجعها منهم عام 1132م وفي عام 1268م فرض عليها الظاهر بيبرس ضريبة باهظة بعد أن تفاهم مع نجم الدين الشعراني داعية الفرقة .القلعة مهجورة الآن ويتم الدخول إليها عبر ثلاث بوابات .أهم معالمها التي ظهرت بعد أعمال كشف الموقع هي كما يلي:
1- الحمام
2- مبنى يعتقد أنه مركز ديني
3- أدراج وجدران حجرية
4- فوهات ومداخل تؤدي إلى عقود حجرية
5- تاجا عمود على أحدهما رؤؤس بشرية ذات ملامح فارسية والآخر مربع ذو زخارف هندسية.
6- قطعتان حجريتان عليهما رسم بوابة قوسية بداخلها أسد متأهب .
14- قلعة الخوابي
تبعد 40 عن طرطوس و12كم عن السودا،جدد بناءها سنان راشد الدين عام 1160م تعرضت لهجمات الصليبين وحصارهم على يد يوهمند الثاني ثأراً لابنه ريموند الذي قتل في كنيسة طرطوس على يد فدائيي أتباع شيخ الجبل عام 1213م وقد توسط الظاهر غازي أمير حلب في رفع الحصار عنها ،تضم القلعة منشآت كبيرة بعضها متهدم والآخر لا يزال يستعمل للسكن .
15- قلعة العليقة
تبعد 85كم عن طرطوس و20كم عن قدموس باتجاه الشمال الغربي تتبع ناحية عنازة بانياس تاريخها غير معروف ويعتقد انها تعود إلى الفترة اليونانية والرومانية احتلها سنان راشد الدين وضمها إلى قلاع الدعوة ورمم أسوارها تمكن الظاهر بيبرس من الاستيلاء عليها عام 1271م وفرض عليها ضريبة سنوية
بنيت القلعة على جبل صخري كلسي منيع لها سوران متداخلان تتوزع عليهما القناطر والبراج
وتضم الآن أطلال مسجد قديم وبوابة وأقواس وبرج وحيد , وتضم القلعة قنوات فخارية وحجارة منقوشة ,كما وجدت أربع غرف كلسية وهي الآن مدفونة تحت الأرض .
16- حصن الكيمة
يقع على بعد 7كم شمال صافيتا ويبعد عن طرطوس 35كم على الأغلب أنه أقيم على مستوطنة قديمة ورد ذكرها في المصادر منذ العهد البيزنطي
17- القليعة (قلعة الشيخ ديب )
بالقرب من الدريكيش و65كم عن طرطوس باتجاه الشرق لم يرد ذكرها في المصادر التاريخية ويعتقد أنها تعود إلى الفترة البيزنطية المتأخرة والعهود الاسلامية.
18- برج ميعار
يقع على بعد 15كم جنوب طرطوس ناحية خربة المعزة ويبعد عن شاطىء البحر 5كم وعن قلعة يحمور 5كم لم يرد ذكره في المصادر التاريخية القديمة وأول ذكر له في عهد السلطان قلاوون عندما حاصر قلعة المرقب إنه من الأبراج الصليبية المهمة المستخدمة للمراسلات والمراقبة يتألف من طابقين تهدم العلوي منه وبقي الطابق الأرضي
وكان من الأبراج الهامة أيام الصليبيين في المراقبة والمراسلات مع بقية قلاعهم المجاورة .
يتألف البرج من طابقين : الطابق الأرضي الذي لا يزال يحتفظ بشكله الأصلي , والطابق الأول الذي تهدم في العام 1914 م بسبب العوامل الطبيعية .
19- كنيسة سمكة
جنوب طرطوس ناحية خربة المعزة بقربها بئر ماء مكتوب على أحد حجارتها البازلتية:"حتى تنال رضى الخير يجب أن تكون طيب الأعمال والنيات ولتغتسل بهذا الماء"
لم يرد ذكرها في المصادر العربية والأجنبية ويعتقد أنها تعود إلى الفترة البيزنطية المتأخرة لم يبق منها سوى الأطلال
20- حصن مرقية
شمال طرطوس تعاقبت عليه عهود شتى (فينيقية،يونانية،رومانية ، بيزنطية وإسلامية) يعتقد أنه يقع في مركز مدينة ماراكاس الفينيقية والتي تسمى :خراب مرقية حالياً.خضع للسيطرة الصليبية حتى حرره السلطان قلاوون بعد أن هدمه عام 1285م ولم يبق منه في الوقت الحاضر سوى بهو كبير على شكل قوس من حجارة نحتية وأطلال للبرج البحري وبالقرب منه دير قديم يدعى :دير مرقبيان
واسمها القديم ( قلعة ماراكاس ) . وتدل القطع الفخارية والنقود وأساسات البناء والكهوف والقبور الموجودة هناك على أن هذه المنطقة شهدت عصوراً مختلفة كالعصور الفينيقية والإغريقية والرومانية والعربية ,
صافيتا
تشكل مدينة صافيتا القسم الشمالي من محافظة طرطوس وتبعد عنها حولي 28 كم غرباً وعن محافظة حمص حوال 90 كم شرقاً.
وتتمتع صافيتا بجمال طبيعي ساحر, فهي تشكل بجبالها ووديانها المغطاة بوشاح ٍ أخضرٍ من أشجار الزيتون والسنديان لوحة فنية ساحرة تلفت الأنظار وتبعث في النفس الهدوء والراحة.
وتتربع صافيتا على ثلاث قمم ٍ حيث يطل برجها الأثري في شموخ ٍ خالدٍ على البحر الذي ترتفع عنه حوالي 350 م..
قلعة الحصن
تقع على بعد 65 كم غربي حمص و75 كم جنوب شرق طرطوس وترتفع 650 متراً عن سطح البحر. تقع فيها قلعة الحصن التي تعتبر أشهر قلاع القرون الوسطى في العالم. شيدت القلعة على أنقاض حصن كردي قديم وهي تغطي مساحة 3 هكتارات من الأرض ولها 13 برجاً ضخماً وتضم العديد من الصالات والمهاجع والمستودعات والصهاريج والممرات والجسور والاسطبلات. ولا تزال روعة هندستها وهيبتها بادية واضحة. ولقد كانت من السعة بحيث كانت تؤوي حامية لا تقل عن ألفي مقاتل مع خيولهم ولديهم من المؤن في مخازن القلعة ما يكفيهم للبقاء داخلها خمس سنوات كاملة.
قلعة الخوابي
قلعة الخوابي هي كبقية القلاع الإسماعيلية الصعود عليها عن طريق البوابة الوحيدة على جهة الشرق وعلى سلم حجري .تتألف القلعة من حارتين:
الأولى:
حارة سنان راشد الدين وهي أعلى مرتفع من مركز القلعة وقد زالت معالمها الأثرية بسبب إقامة الأبنية الحديثة فوقها وفيها مسجد جدد بنائه في العهد العثماني بإدخال صخرة بازلتية سوداء وضعت فوق عتبة البوابة كتب عليها توقيفات حميدية عام 1310هـ، وقد احتفظت هذه الحارة على بعض من معالمها القديمة كالأقبية ومرابط الخيل... أما ما تبقى فقد أصبح أطلال من الحجارة... تتوزع فيها عدد من الآبار.
الثانية:
ويقال لها حارة السقي ولم يبق منها شيئاً على الإطلاق وهي عبارة عن أطلال من الحجارة المختلفة الأحجام لبيوت سكنية قديمة.
إلا أنه عند الخروج من القلعة باتجاه البوابة الرئيسية هناك على الجدار صخرة نحت عليها ثلاثة أحرف يونانية وربما تكون رمز للإله النصر ومن المحتمل أنها دخيلة على الجدار الأساسي وقد أضيفت في العهد الصليبي... يوجد خارج القلعة وعلى مقربة منها يوجد مسجد من بناء قديم متهدم الأطراف وعلى مقربة منه وجد الحمام وقد كان ظاهراً إلى وقت قريب... أما اليوم فقد أزيل كلياً وأقام مكانه منزلاً لأحد سكان القرية.
للوصول إلى قلعة الخوابي يجب سلوك طريق (طرطوس - الشيخ بدر) وهذه الطريق تتفرع عن طريق عام (طرطوس - اللاذقية) عند معمل الإسمنت ويتم المرور أولاً ببلدة (حصين البحر) باتجاه (السودا) بعد ذلك يتم الإتجاه بطريق (ضهر مطر) وبعدها بحوالي 20 كلم نصل إلى قلعة الخوابي.
تقع قلعة الخوابي في منطقة متوسطة بين جبال البهرة سلسلة الجبال الساحلية اليوم) هي أقل ارتفاعاً منها ... وتبعد عن مدينة طرطوس شمالاً 20 كلم وعن مدينة بانياس باتجاه الشرق 30 كلم... وتتميز بموقعها الحربي كغيرها من باقي قلاع المنطقة وقد استخدمت لأغراض حربية.
يعود تاريخ بناء القلعة إلى القرن العاشر والحادي عشر الميلادي... كانت بحوزة محمد بن علي حامد فسلمها للصليبيين عام 1011 م، ثم أصبحت من أملاك الإسماعيلية بعد عامين من وصولهم إلى قلعة الكهف ...جدد بنائها سنان راشد الدين عام 1160م وهاجمها (بوهمند الثاني) الصليبي وقد كانت أهدافه ترمي إلى الثأر لابنه من الإسماعيلية الذين قتلوا ابنه الأكبر (ريموند) في كنيسة طرطوس عام 1213 م، فألقى الحصار عليها ثم فك الحصار عنها لوساطة قام بها أمير حلب (الظاهر غازي)... اصطدم الإسماعيلية النزارية مع بنو محرز عليها ويقال بأنها انتقلت بين الطرفين.
عمريت تبوح بسر كبير
بالقرب من شاطئ البحر وبين غابات من القصب المتمايل مع نسائم البحر كلما هبّت، وضمن فسحة بين صفين من القصب تبعثرت فيها بقايا من الاحجار المتفاوتة الأحجام بعضها غاب نصفها في التراب وبعضها ظهر كله فوق التراب.
لقد بدت هذه الأحجار بالنسبة لكثير من الآثار يين الذين عملوا في أراضي وغابات عمريت الشاسعة، ومنذ أكثر من قرن ونيف بدت صماء لا تشي بشيء.. أو لم تكن هذه الأحجار ترغب بالتحدث لأحد.. حتى جاء صيف عام 2005 عندما قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بتشكيل بعثة وطنية للتنقيب في عمريت وتحديداً في قطاع من عمريت يعرف بالشريحة الخامسة وهي احدى الشرائح التي تغطي جزءاً من المساحة الافتراضية لمدينة عمريت.. والتقسيم كافة قد قامت به وزارة السياحة بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف بهدف التأكد من وجود آثار أو عدمها في تلك المنطقة والسبب هو وجود مخططات لمشاريع سياحية أعدتها الوزارة لتلك المنطقة.
ولقد قامت البعثة الوطنية بإجراء عدة أسبار في الشريحة الخامسة والثانية «مدافن عازار» ولقد تأكد بالدليل القاطع وجود آثار هامة جداً في الشريحة الخامسة الأمر الذي دفع وزارة السياحة الى إلغاء فكرة المشاريع السياحية في تلك الشريحة كما ألغت مشاريع في الشريحة الثانية والثالثة للأسباب السابقة نفسها والتي تبين أنها تضم مجمعاً مدفنياً يضم عدداً كبيراً من المدافن العائلية والفردية وطرقاً متعددة من الدفن، وتغطي فترات زمنية تمتد من الفينيقيين مروراً بالفترة الهيلنستية وصولاً للفترة الرومانية. ولقد أثبتت الأسبار الأثرية والحفريات أن هذه المدافن مدافن
عازار تمتد على طول الشريحة الثانية والثالثة.
في الموسم الأثري الثاني في صيف العام 2006 استكملت البعثة الوطنية السورية بإدارة الدكتور ميشيل مقدسي «مدير التنقيب والدراسات
الأثرية في سورية والآثارية ورود ابراهيم مديره الموقع الميدانية.
وعود على بدء عندما قامت الآثارية ورود ابراهيم باختيار نقاط الأسبار لبدء أعمال التنقيب تنقلت ضمن حواف الشريحة الخامسة وعندما وصلت الى غابة القصب المتمايلة بجوار مياه البحر وبين تلك الأحجار المتناثرة والمتباعدة في تلك اللحظة قررت هذه الأحجار ان تهمس في أذن هذه
الآثارية وتخبرها بما تخبئه من سر مكنون محفوظ في ثناياها وثنايا القصب الأخضر.
عند ذلك قررت الآثارية ان تبدأ الحفر والتنقيب في ذلك المكان رغم استغراب الكثيرين عن سبب اختيارها لهذا المكان الذي يبدو خالياً من أي شيء مهم.
والنتيجة كانت اكتشافاً أثريا ًعلى درجة عالية من الأهمية العلمية والأثرية والتاريخية وهو عبارة عن معبد بمقاييس ضخمة تم الكشف عن جزء من جداره في الموسم الأول ثم استكمل العمل ليظهر جدار ضخم يتجاوز طوله الثلاثين متراً مبني بحجارة ذات مقاييس كبيرة ما يوحي بضخامة
الكتلة المعمارية التي كان هذا الجدار جزءا منها.
وتتابعت الاكتشافات الكبيرة فتم العثور على وديعة التأسيس وهي «حفرة نذرية توضع فيها مجموعة من الأشياء ذات الصفة التعبدية» ومن هذه المكتشفات:
- مجموعة من الباخر المتباينة الأحجام.
- صحون صغيرة مصقولة بشكل جيد وذات لون أحمر.
- سرج مفتوحة من الفخار < طراز فينيقي > تعود للقرن الخامس قبل الميلاد.
- تمثال برونزي في وضعية التقدمة.
ـ ثلاث قطع على شكل أقفال لصناديق تضم مشاهد لرموز متعددة، ويبدو ان الصناديق التي كانت هذه القطع قفلاً لها والتي بليت نتيجة الرطوبة
والزمن المديد الذي قضته تحت الأرض.
ولقد كانت هذه الصناديق تضم قطعاً ذات أهمية بالغة معظمها من البرونز المشغول وتمثل احدى هذه القطع ثوراً برونزياً مشغولاً بطريقة تعبيرية
شديدة الخصوصية.
السراج المفتوح
أهمية الاكتشاف:
تكمن أهمية هذا الاكتشاف في حجم هذا المعبد الذي يأتي حسب المعطيات الحالية بالدرجة الثانية بعد معبد «ملقارت الكبير» المشهور في عمريت والذي يعتبر من أندر المعابد الفنيقية شرقاً وغرباً من ناحية بنائه وطرازه المعماري وطريقة التعبد والطقوس التي كانت تتم فيه حيث تجمع المصادر الأثرية والتاريخية على القول ان الطواف حول تمثال الاله الذي كان يوضع في قدس الأقداس؛ هذا الطواف كان يتم في الماء حيث كان صحن المعبد يملأ بالماء قبل اجراء الطقوس.
ثانياً ما يزيد من أهمية هذا الاكتشاف هو العدد الكبير نسبياً من القطع الأثرية المكتشفة ولا سيما القطع البرونزية التي نحتت عليها مشاهد طقسية ودينية تخص الاله الذي كان هذا المعبد وقفاً له، وهذه الرسومات والموتيفات نفذت بطريقة فنية عالية المستوى وتنم عن مقدرة فنية واضحة وهي فينيقية الصنع والروح رغم احتوائها على موتيفات ذات طابع مصري؛ وهذا برأيي عائد للتداخل الديني والثقافي بين الفنيقيين والفراعنة.
ولقد تكررت المشاهد المنحوتة على جدران هذه البرونزيات المتفاوتة الحجم وهي أي الموتيفات ستساعد على معرفة اسم الاله الخاص بهذا المعبد ونوعية الطقوس التي كانت تتم في أبهاء هذا المعبد الكبير.
الآثارية ورود ابراهيم ـ مديرة الموقع ـ تحدثت عن اكتشافها هذا فقالت «ان الموقع الموجود في الشريحة الخامسة، والتي بدأ العمل بها في صيف 2005 بعد دراسة دقيقة للمنطقة من قبل البعثة الوطنية السورية، أثبتت صحة ما ذهبت اليه البعثة من أهمية إقامة الحفرية في ذلك المكان الذي كشف فيما بعد انه معبد فينيقي يعود للقرن الخامس قبل الميلاد وبمقاييس ضخمة. ولقد ضمت السويات الأثرية التي تم الكشف عنها عدة فترات.
ففي الفترة الهلينستية «من نهاية القرن الثالث قبل الميلاد حتى نهاية القرن الأول قبل الميلاد». استطعنا اكتشاف مجموعة من دور السكن ودور الخدمات العامة كمصانع الخمور والزيوت وغيرها مما عرف الفنيقيون بإنتاجه بالاضافة الى بدايات لسوق تجاري.. ووجود هذه السويات في أماكن متباعدة نوعاً ما يشير الى استمرار الحياة بكل صخبها في مدينة عمريت خلال الفترة الهيلينستية.
وعندما تم التوسع في الحفريات تبين أن الفترة الزمنية التي غطت نهاية العصر الهيلينستي وبداية الروماني شهدت تحول جزء كبير من الحفريات السابقة الى مدافن وقبور فردية موزعة بشكل عشوائي، بعضها مبني بالحجر المشغول ويعود الى عائلات مترفة وبعضها الآخر كان بسيطاً لدرجة أنه كان سطحياً، والعمق لا يتجاوز العشرين سنتمتراً.
ولقد تم العثور على عدد كبير من القطع النقدية والمصنعة من معادن مختلفة.
ولقد حوت بعض النقود على صورة «بورتريه» لرأس الاسكندر المقدوني مع خلفية لكبير آلهة الاولمب «زيوس» وهي أي هذه النقود كانت الأكثر تداولاً أثناء حياة الاسكندر المقدوني ولم يعاد سكها بعد وفاته.
والملاحظ ان العملات الأكثر تداولاً خلال فترة الاحتلال اليوناني لمدينة عمريت كانت العملة العمريتية الفينيقية وحتى منتصف القرن الثاني الميلادي.
ولقد حوت هذه العملات الفينيقية مشاهد لحامي المدينة «ماراتوس» وكذلك للربة الحامية المدينة «تيكا» والتي كان يعبر عنها من خلال رأس لأنثى «بورتريه» متوج بتاج له أبراج تشبه أبراج القلاع.
كما ضمت بعض النقود مشاهد لمقدمة سفينة فينيقية وكتابات فينيقية محيطة بها.
والحقيقة إن هذا الشيء إنْ دل على شيء فإنه يدل على القوة الاقتصادية لمدينة عمريت بالاضافة الى قوتها السياسية حيث لم تسك عملة غير عملتها المحلية رغم الاحتلال.
بقي ان نقول ان هذا الانجاز الكبير الذي حققته البعثة الوطنية السورية العاملة في عمريت والذي فاق بأهميته كل الاكتشافات التي تمت في سورية خلال العام 2005 ـ 2006 يدل على القدرة الكبيرة التي يتمتع بها الآثاريون السوريون إذا ما تلقوا الرعاية والدعم الكافيين لإنجاز أعمالهم خصوصاً إذا ما علمنا ان الأموال والمعدات التي تتمتع بها البعثات الأجنبية من قبل المؤسسات والجامعات والحكومات الأوروبية يبلغ عشرات أضعاف ما يخصص للبعثات الوطنية من قبل الحكومة والمؤسسات التابعة.