الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

لمحة تاريخية عن مدينة طرطوس




لمحة تاريخية عن مدينة طرطوس

منذ القديم في الأزمنة العابرة تتوضع مدينة طرطوس على كتلة صخرية مقابل جزيرة أرواد على الشاطئ الساحر تروي تاريخاً وقصة وحضارة. فهنا اكتشف الإنسان النار والحديد وصنع المحراث والفأس والمنجل وطوّع المعادن ودجن الحيوان وقسّم العمل والحرف وصنع الأواني وبنى السفن وصكّ النقود واكتشف نجم القطب الذي عرف باسم نجم الفينيق .

عُرفَت قديماً " انطرطوس" وبالإفرنجية " تورتوزا". وتورتوس نسبةً إلى اسمها القديم "انطرطوس" ثم انترادوس .




أسسها فينيقيو أرواد كمستوطنة على البر وأنشأوا فيها المرافئ ومراسي السفن وذلك في القرن الثاني العشر أو العاشر قبل الميلاد .
ويشغل موقعها مستوطنة كبيرة قائمة فوق كتلة صخرية منبسطة تمتد غرباً لتنتهي مباشرة على الشاطئ أخذت أهميتها في القرن الثاني قبل الميلاد بخاصة بعد الاحتلال الروماني للمنطقة الذي اطلقوا عليها اسم انترادوس أي مقابل أرواد. ذكرها بطليموس كمدينة فينيقية هامة كما ذكرها فيرجيل 70 –19 ق.م الأليادة كمدينة على الساحل الشرقي للمتوسط من أصول فينيقة (عربية – كنعانية ) مرّ بها الرسل في طريقهم إلى اليونان وروما. جدد بناءها الإمبراطور قسطنطين عام 346 م وحملت اسمه فترة قصيرة .

فتحها العرب المسلمون عام 638 م بقيادة عيان بن الصامت الأنصاري واستقرت بها قبائل عربية من كندة (اليمن) منها انطلق الأسطول العربي الإسلامي لفتح قبرص عام 28 هجري وتحرير أرواد في 29 هجري .

وأعاد الإمبراطور البيزنطي نقفور احتلالها ثم حررها الفاطميون بعد ثلاث سنوات. صمدت هذه المدينة في وجه الغزو الصليبي الذي احتل أرواد عام 1099 م إلى أن احتلها صليبو تولوز بالحيلة وبعد ذلك حررها العرب بقيادة (ابن عمار) أمير طرابلس في عام 1102 م أعاد الصليبيون احتلالها وقضوا أسوارها لتصبح أعظم قلعة على شاطئ المتوسط.
حررها (نور الدين الزنكي) عام 1152 م لكن الصليبيين أعادوا احتلالها بقيادة (بلدوين الثالث في عام 1180 م). حرر صلاح الدين الأيوبي أرواد وحاصر طرطوس 1188 م فاحتل (الأسقفي) متحف طرطوس الحالي ولم يستطع تجاوز الأسوار الداخلية نظراً لارتفاعها ووجود خندق مائي حولها فغادرها إلى أن قام (عماد الدين) قائد السلطان مالك الأشراف بتحريرها عام 1191 م وأعاد الصليبيون احتلالها عام 1300 م إلى أن طردهم منها نهائياً السلطان المملوكي (قلاون) عام 1302 م وبعد الاحتلال العثماني تبعت "سنجق طرابلس" إلى أن تحررت المنطقة من العثمانيين عام 1916 م وعادت مجدداً للوقوع تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي إلى أن تمّ الجلاء عام 1946 م وشهدت تطوراً وازدهاراً وتوسعاً كبيراً بدءاً من قيام الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها الرئيس الخالد حافظ الأسد في عام 1970 م .

واليوم يطالع الزائر سورها الخارجي من الزاوية الشمالية الشرقية للقلعة ويقوم في المكان نفسه البوابة الوحيدة المتبقية وتتألف من باب مزدوج ومتراس وفتحة دفاعية يبلغ عرض البوابة /3.1/ م ومنها يمتد السور حتى ثكنة الشرطة باتجاه الجنوب بمسافة /140/ م ولا يتجاوز ارتفاعه المترين والأبعاد تؤكد وجود أبراج تقطع مسار السور ولها فتحات لرمي السهام.
كما امتد جدار السور باتجاه الغرب مسافة /50/ م تتمثل بقايا برج المينا بالطابق الأرضي المقبب وتضم كتلة نواة 1 قدم من التصفيح الخارجي وتبلغ سماكة الجدار /1.95/ م وطول الفراغ الداخلي /4.70/ م وهناك خندق محفور في الطبقة الصخرية بعرض يتراوح بين /12 – 15/ م أما الجدار الشرقي يبلغ ارتفاعه /4/ م تقطعه ثلاثة أبراج فيها فتحات لرمي السهام. ويحيط بها خندق مردوم

وتتألف القلعة من : - قاعدة التيجان - المتراس الشمالي - القاعدة المطلة على السور البحري بناء الدوغون مع كتلة جناحين –

ومن أهم الآثار الباقية الكاتدرائية (المتحف حالياً)
كانت كنيسة مقدسة تهدمت بزلزال عام 387 م ثم أعيد إنشاؤها في القرن الثاني عشر وهي تتألف من ثلاثة أجنحة طولها 40 م وعرضها 27 م ولها باب ضخم تزينه قولبات وبابان جانبيان وقد رممتها دائرة الآثار وحولتها إلى متحف يضم أجزاء من آثار الساحل السوري .

إن روعة عمارة الكاتدرائية بعد ترميمها خاصة أصبحت نموذجاً معمارياً هاما ً تختلط فيه العمارة الغوطية بالعمارة الكلاسيكية
ولقد ُعرضت الآثار في هذا البناء الرحب بطريقة جذابة ضمن خزائن مسطحة حَوت قطعاً أثرية اكتشفت في المواقع الساحلية ففي الجناح الجانبي الأيمن عرضت آثار الأزمنة التاريخية القديمة وفي الجناح الرئيسي عرضت آثار العصور الإسلامية أما في الجناح الجانبي الأيسر فلقد خصص للفنون الشعبية الساحلية وفيما يتعلق بالعصور القديمة خصصت خزائن لمكتشفات أاوغاريت وأخرى لمكتشفات تل سوكاس وغيرها لمكتشفات عمريت منها قناديل وتماثيل صغيرة تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد وتماثيل نصفية جميلة اللباس وتمثال الطين المشوي ومصنوعات برونزية فيها آلات جراحية تعود إلى العصر الكلاسيكي الاغريقي – الروماني .



موقع عمريت السياحي
- عمريت سميت في العهد الكنعاني الفينيقي القديم "أمريت" كما سميت في العهد اليوناني والروماني "مارانوس" تعتبر عمريت من أقدم المدن الفينيقية المقابل لجزيرة أرواد وعلى بعد /7/ كم إلى الجنوب من مدينة طرطوس و/3/ كم بحراً شرق أرواد /700/ م عن شاطئ البحر .

يعود تاريخها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد حيث أنشأ الكنعانيون بعض الموانئ على الساحل السوري وقد ازدهرت في العصر الحديدي والعهد اليوناني والفارسي وفي العهد الهلنسي حيث بلغت ذروة قوتها فتحررت من السيطرة الأروادية في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد. لكن عاد الأرواديون وانقضوا عليها ودمروها في عام /140/ ق.م من معالمها الأثرية .

- تل عمريت :

إلى الشرق من المعبد مقاييسه من الجنوب إلى الشمال /110/م ومن الشرق إلى الغرب /140/م وقد تم اكتشاف بعض المباني السكنية التي تتراوح سماكة جدرانها الداخلية /80/سم والخارجية /120/سم كما عثر في غرفها على مجموعة من الكسر الفخارية وبعض الجرار .

- المعبد :

أعطى الفينيقيون من معابد أهمية كبيرة كونها تجسد العلاقة بين البشر والآلهة فأقيمت بين الأشجار وعلى مقربة من الينابيع والصخور لما لها من قدسية في طقوسهم وعباداتهم ومعبد عمريت واحد من تلك المعابد حيث أقيم على قاعدة هيكل أبعاده (675 – 740) سم يعلوه تاج مزخرف بباب مفتوح نحو الشمال وهو منحوت من الصخر بعمق /8/ م وطول / 33و56/ م وعرض /49.5/ م .ومن الجهة الشرقية منه ومن جوف صخرة يخرج نبع ماء يعرف بالنبع المقدس تتوزع مياهه في قنوات مهيأة في الصخر ذاته والجهة الشمالية مفتوحة يطل عليها باب الهيكل أما الجهات الثلاث الباقية فتحوي أروقة ترتفع عن البركة /3/ م .

- الملعب :

بطول /230/ م وعرض /30/ م يبدو ملعب مدينة عمريت الأثرية على منحدر الضفة اليميني لنهرعمريت، له سبع درجات من كل جانب عرض كل منها / 55 / سم ويعود تاريخ الملعب إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد أي قبل الألعاب الأولمبية اليونانية بأكثر من / 700 / سنة .

- الحوض المقدس :

حفر في الصخر بأبعاد / 38 ـ 48 / م وفي مركزه كتلة صخرية بارتفاع / 5.5 / م أقيم فوقها الهيكل حيث يوضع الإله،أما أروقته فتضم الأنصاب والمذابح والنبع المقدس،وأقدم الآثار التي وجدت فيه تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد وتعتبر " مسلة عمريت " من أقدم المسلات التي تمثل الإله بعل .

- المدافن :

هي عبارة عن حجرات واسعة محفورة في الصخر يؤدي إليها دهليز أو سرداب كمدفن " إجرام " ومدفن رأسي دهليز حجرة الجثمان,ونجد في عمريت قبوراً جوفية ذات سراديب تظهر فوقها نصباً جنائزية تعرف " بالمنازل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق